الاثنين، 15 يوليو 2013

و"الصوفية".. البديل الجديد لـ"الإخوان" و"السلفية"


و"الصوفية".. البديل الجديد لـ"الإخوان" و"السلفية"

    و"الصوفية".. البديل الجديد لـ"الإخوان" و"السلفية"
    الطاهر الهاشمى
    وفقاً للمشهد الراهن فإن تراجع مشروع الإسلام السياسى منذ عزل الدكتور محمد مرسى من منصب رئيس الجمهورية، قد يسفر عن عدم قبول الشارع المصرى لأى تواجد لفصائل دينية تستخدم الدين فى خطاباتها السياسية مرة أخرى.
    ويبرز تساؤل حول إمكانية تصعيد قوى جديدة كبديل لجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى بعد تواجده فى السلطة عاماً كاملاً.
    والطرق الصوفية هى أول ما يمكن الالتفات له باعتبارها إحدى القوى الإسلامية التى انحازت لمطالب من نزلوا فى 30 يونية الماضى لإسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين، ما يؤهلها للعب دور جديد فى المشهد السياسى تحت عباءة الإسلام السياسى.
    المتصوفة لا يستبعدون القيام بالدور الجديد خاصة مع معرفة أن نقاشات جادة تجرى داخل أروقة البيت الصوفى للدفع بمرشحين لهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وهنا تجدر الإشارة إلى وجود ثلاثة أحزاب بالفعل قائمة على أساس صوفى وهى النصر ونهضة مصر والتحرير المصرى.
    ورغم أن تاريخ المتصوفة يشهد لهم بالابتعاد كل البعد عن الساحة السياسية والتركيز على نشر جوهر الصوفية فى نفوس المريدين، إلا أن ما يحدث فى مصر بكل المقاييس يعد جديدا وهو ما يعنى أن لا شىء يستبعد حدوثه.
    وأكد شيوخ المتصوفة لـ«الوفد» أن المشهد السياسى لم يعد يحتمل «الإخوان» أو «السلفية» بخطابهما الحالى، لذا فإمكانية الدفع بالطرق الصوفية كبديل لهما وارد خاصة أن الخطاب الصوفى يعتمد على السماحة وقبول الآخر، غير أنهم لم يستبعدوا ظهور شباب «إخوانى وسلفى» بخطاب جديد يبتعد عن أخطاء قياداتهم ليستميلوا به الشارع المصرى من جديد.
    قال الشيخ جابر قاسم نائب شيخ مشايخ الطرق الصوفية بالإسكندرية، إن نقاشات كثيرة تدور بين أبناء الطرق الصوفية حول التواجد بقوة فى الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة، موضحاً وجود ثلاثة أحزاب أنشاها متصوفون خلال العامين الماضيين وهم النصر ونهضة مصر والتحرير المصرى.
    وتوقع «قاسم» أن الطرق الصوفية ستدفع بمرشحين لها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ليكون لها دور مجتمعى وسياسى عبر مجلس النواب المنتخب، مؤكداً أن الشارع المصرى لن يحمل المتصوفة أخطاء التيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين وتابع: «المصريون يعرفون جيدا الفكر الصوفى القائم على السماحة وقبول الآخر ولا يمكن أبداً أن يضعوا التيار الإسلامى كله فى سلة واحدة».
    وأكد نائب شيخ مشايخ الطرق الصوفية بالاسكندرية، تأثير الفكر الصوفى على المجتمع بأخلاقياته السمحة، لافتاً إلى أن المصريين وصلوا لمستوى عال من ثقافة الديمقراطية وتداول السلطة وهو ما يعد مؤشراً على إمكانية انتخابهم للمتصوفة كتيار بديل للمتشددين.
    لكن السيد الطاهر الهاشمى الأمين العام للطريقة الهاشمية، يختلف مع «قاسم» فى مسألة إقحام المتصوفة فى المشهد السياسى كبديل للتيارات الإسلامية التى أخفقت فى إدارة شئون البلاد العام الماضى، متوقعاً نجاح العقلاء والحكماء من «الإخوان» و«السلفية» فى القيام بدور توافقى داخل المجتمع.
    وقال «الهاشمى»: «أعتقد أن شباب الإخوان تعلموا من أخطاء قادتهم المتمثلة فى إقصاء الآخر وعدم قبول المعارضين»، مؤكداً أن تغيير لهجة الخطاب التكفيرى لليبراليين والعلمانين والشيع والمتصوفة من قبل المتشددين سيؤثر فى تحسين الصورة الذهنية عنهم لدى المجتمع.
    ولفت الأمين العام للطريقة الهاشمية، إلى نهضة قوية داخل تيار شباب الصوفية ليكون له دور فى الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة مع هدوء الأوضاع المجتمعية، مشيراً إلى أن المتصوفة لديهم القدرة على التآلف مع باقى القوى والأحزاب الموجودة، متوقعاً خوض عدد كبير من أبناء الطرق الصوفية الانتخابات البرلمانية وفوز عدد غير قليل منهم بمقاعد مجلس النواب.
    وحول ما إذا لم يتقبل الشارع الرافض لمفهوم الإسلام السياسى، دخول المتصوفة الحياة السياسية، أكد «الهاشمى» تمييز المصريين بين «الإخوان» و«السلفية» المتشددة والتصوف القائم بالأساس على روح التسامح والحب والألفة، رافضاً فى الوقت نفسه وصف التيارات الإسلامية الأخرى بالإرهابية.


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - و"الصوفية".. البديل الجديد لـ"الإخوان" و"السلفية" 

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق